كيف أعلّم طفلي الدفاع عن نفسه إزاء الإساءات الجسدية واللفظية؟


حتى تعلّم طفلك كيفية الدفاع عن نفسه يجب أن تعرف أصل الهجوم الذي وقع له (غيتي

يكمن دور الوالدين في دعم الطفل والاعتراف بقيمة الدفاع عن النفس، فاكتساب الطفل احترام أقرانه يولّد لديه الاحترام لذاته.

وسيدرك الطفل حين يكبر أن بعض المحيطين به لا يبادلونه الحب والاحترام بالقدر نفسه، لذلك عليه أن يتعلم كيفية الدفاع عن نفسه إزاء الإساءات الجسدية أو اللفظية.وفي تقرير نشرته مجلة "مادريس أوي" (madreshoy) الإسبانية، قدمت الكاتبة آنا إيلي بعض النصائح والأدوات لتعليم طفلك كيفيّة الدفاع عن نفسه دون أن يلجأ إلى العنف.

وذكرت الكاتبة أننا عادة ما نخلط بين الدفاع عن النفس والعنف ونلجأ إلى الرد على الطرف الآخر بالطريقة نفسها التي هاجمنا بها. لذلك، من المهم تعليم الطفل كيفية الدفاع عن نفسه والحفاظ على مشاعر النزاهة والكرامة وإدارة جميع المشاعر التي يشعر بها في حال تهجم عليه أحدهم.

من الأفضل أن يتعلم الطفل كيفية الدفاع عن نفسه دون اللجوء إلى شخص بالغ لفعل ذلك نيابة عنه (غيتي)

قيمة الدفاع عن النفس

وتتمثل أول خطوة في تعليم الطفل القيم الأساسية للتعايش وتذكيره بأن العنف يجب ألا يكون طريقة في الدفاع عن النفس. ومن الأفضل أن يتعلم الطفل بنفسه كيفية الدفاع عن نفسه دون اللجوء إلى شخص بالغ لفعل ذلك نيابة عنه. ويكمن دور الوالدين في دعم الطفل والاعتراف بقيمة الدفاع عن النفس، فاكتساب الطفل احترام أقرانه يولد لديه الاحترام لذاته.

وأشارت الكاتبة إلى أن الصبر وسيلة مفيدة جدا للدفاع عن النفس، ومع أن الأطفال بطبيعتهم مندفعون وعاطفيون، إلا أنه من المستحسن أن يحافظوا على هدوئهم في المواقف الاستفزازية، وفي هذه الحالة قد تخدمه النصيحة القديمة المتمثلة في العدّ حتى الرقم 10 قبل الانفعال وردّ الفعل.وكي تعلّم طفلك كيفية الدفاع عن نفسه، يجب أن تعرف أصل الهجوم الذي وقع له، وينبغي أن تقدم له إجابات وإرشادات واضحة لهذا السلوك حتى يستوعبها ويعمل بها في مواقف مختلفة. ومن المهم ألا ينفعل الطفل في أثناء الموقف عدواني، وأن يكون واثقا من نفسه ويحاول توضيح التناقضات بالحزم والحوار.

إذا علّمت طفلك أن يهاجم من يهاجمه فلن يؤدي ذلك إلا إلى زيادة العنف (غيتي)

الدفاع وليس التهجم

ومن الضروري أن يتعلم الطفل كيفية الدفاع عن نفسه ولكن ليس التهجم على الآخرين. وغالبا ما يكون سبب تعامل الطفل بطريقة قاسية مع الآخرين هو تلقيه المعاملة ذاتها من شخص آخر.

وإذا علّمت طفلك أن يهاجم من يهاجمه، فلن يؤدي ذلك إلا إلى زيادة العنف، ومن الأفضل أن يحاول الطفل فهم سلوك الآخرين بدلا من فعل الشيء نفسه.

مواجهة السخرية والإهانات

في بعض الأحيان لا يكون هناك هجوم حقيقي ومباشر على الطفل من أقرانه وإنما قد يشعر بتجاهلم له في اللعب ولا يجد مكانه ضمن المجموعة، وهو ما يثير غضبه. وللدفاع عن نفسه إزاء هذه الهجمات اللاواعية، يمكنك السماح لطفلك بالقيام بشيء يجعل الآخرين مهتمين بالتفاعل معه. وبهذه الطريقة سيكون قادرا على الاندماج في المجموعة.

وإذا كان ما يعيشه الطفل لا علاقة له بالاندماج وإنما هو ضحية السخرية والإهانات، فينبغي أن نعرف كيف نعطي ذلك الأهمية المناسبة حسب الحالة. فمثلا، تحدث إلى طفلك وامدحه لمشاركته مشاعره معك وناقش المشكلة معه. في هذه الحالات، قد يكون التجاهل وعدم الدخول في شجار مع المسيئين أفضل طريقة للدفاع عن نفسه. وإذا لم يتحسن الوضع أو ساء، فذلك يعني أنه يجب التحدث إلى إدارة المدرسة.

في سن الثالثة تقريبا يجب أن تعلّم الأطفال أنهم يستطيعون رفض كل ما يمثل مصدر إزعاج لهم (غيتي)

علّمه قول لا

ينبغي أن يتعلم الطفل كيفية وضع حدود للآخرين وقول لا. في سن الثالثة تقريبا، ينبغي أن يعلم البنون والبنات أنهم يستطيعون رفض كل ما يمثل مصدر إزعاج لهم، وأنه لا يجوز أن يكونوا عرضة للضرب أو الدفع أو السخرية أو الرفض.

فعلى سبيل المثال، يمكنك أن تسأل طفلك، بطريقة محددة، كيف يتصرف عندما يدفعه أحد التلاميذ في ساحة المدرسة، واستمع إلى ردّه. يستجيب جميع الأطفال تقريبا بالطريقة نفسها، أي يردّون بالأسلوب ذاته. فعليك أن توضح لطفلك أنه يستطيع التصرف بطريقة مختلفة وأنه من الممكن أن يقول للشخص الذي هاجمه "لا تدفعني، أنا لا أحب ما فعلته بي".

ومن الأفضل أن يقدم الوالدان نموذجا للطفل يوضحان فيه كيف عليه أن يرد، ثم يطلبان منه تقليد ذلك. علّمه أن القوة تكمن في كلماته وأن نبرة صوته وملامح وجهه وحركة جسده مهمة ليفهم الآخر حدوده.

تعليقات