انقلاب الصخيرات بعد 52 عاما... 3/3: «شعبي العزيز... لقد عدتُ لكم»
«ظهر الملك. واستولى على ضباط الصف. لقد اتبعوه، وصاروا يهتفون له. لم يعد يستمع لي أي واحد منهم. هربتُ بجلدي» لماذا لم يُصفِّ اعبابو الملك؟! ذلك هو اللغز الأكبر في انقلاب الصخيرات! لقد حاصر اعبابو المكان الذي يختبئ فيه الحسن بفصيل من الجنود، لكنه لم يُقدم على الإجهاز عليه، أو أسره على الأقل؟! ثم غادر الكولونيل المتمرّد القصر الملكي مع أكثرية جنوده، قبل أن يقبض على الحسن، وأوفقير، والدليمي؟! ألم يكن أحرى به أن يعتقل هؤلاء، ويحتفظ بهم ليكونوا في متناول يده، أو يتخذهم رهائن، كما صنع مع جنرالات الجيش الأربعة الذين أخذهم معه إلى الرباط؟! هل تردّد اعبابو في اللحظة الحاسمة، وعظُم عليه قتل الملك؟! لا، ليس اعبابو من يتردد. هذا رجلٌ مضى في مغامرته الدموية حتى النهاية، من دون أن يطرف له جفن. ومتى كان اعبابو يعبأ بالحسن حتى يعظُم قتلُه، في عينه؟! كلا، ليس اعبابو من يترفّق بالحسن. ومتى عرف اعبابو الإشفاق والترفق؟! هذا رجلٌ لم يرحم من هم أقل شأناً وخطراً من الملك، فصفّاهم في الصخيرات، بدم بارد. هل خطِل اعبابو، في المعمعة، فارتبك، فتاهت حساباته، وطاش تدبيره؟! هل أساء التقدير، وتهاون في أمر خطير يتعلق